واشنطن – عواصم – وكالات: اعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مقابلة تلفزيونية الجمعة ان المعلومات الواردة بشان هجوم شنته قوات النظام السوري بواسطة اسلحة كيميائية في ريف دمشق تشير الى «حدث هام».
وقال اوباما في المقابلة التي بثتها شبكة سي ان ان أمس الجمعة «ان ما شهدناه يشير بوضوح الى ان هذا حدث هام يثير قلقا شديدا، واننا على تواصل مع الاسرة الدولية برمتها» بهذا الصدد.
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه لا يتوقع ان تتعاون الحكومة السورية في التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي، مشيراً الى ان واشنطن تدرس طريقة التعامل مع سورية، لكنه حذر من الانجرار الى تدخل مكلف وصعب.
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة (سي ان أن) «علينا ان نفكر استراتيجياً بما سيكون لمصلحتنا الوطنية على المدى الطويل».
وأشار الى ان المسؤولين الأمريكيين «يجمعون حالياً المعلومات» حول استخدام السلاح الكيميائي وقال «ما رأيناه حتى الآن يشير الى ان من الواضح ان ذلك حدث كبير ويثير الكثير من القلق».
وتابع «لا نتوقع التعاون (من الحكومة السورية) استناداً الى تاريخها السابق».
وقال ان مصالح الولايات المتحدة الوطنية الاساسية تدخل في النزاع بسورية «في ما يتعلق بحرصنا على عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل والحاجة الى حماية حلفائنا وقواعدنا في المنطقة».
تحقيق موضوعي
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت أمس الجمعة ان وزيري الخارجية الروسي والأمريكي يريدان «تحقيقا موضوعيا» في المعلومات عن استخدام اسلحة كيميائية في سورية وممرا «آمنا» لخبراء الامم المتحدة الى الموقع.
وقالت الوزارة في بيان ان سيرغي لافروف وجون كيري عبرا خلال اتصال هاتفي عن «اهتمام مشترك بتحقيق موضوعي لبعثة خبراء الامم المتحدة الموجودة حاليا في البلاد، في امكانية وقوع هجوم بسلاح كيميائي في ضاحية دمشق».
واكد وزيرا الخارجية ان مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على هذه المنطقة عليهم «ضمان امن» خبراء الامم المتحدة.
نتائج خطيرة
على صعيد متصل اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في سيؤول حيث يقوم بزيارة ان استعمال اسلحة كيميائية في سورية في حال تأكد سيشكل «جريمة ضد الانسانية» وستكون لها «نتائج خطيرة».
وقال «كل استعمال للاسلحة النووية في اي مكان ومن قبل اي كان ومهما كانت الظروف يعتبر انتهاكا للقانون الدولي» مضيفا ان «مثل هذه الجريمة ضد الانسانية سيكون لها نتائج خطيرة على الذي ارتكبها».
واضاف «انه تحد خطير للاسرة الدولية بمجملها والانسانية التي تجمعنا في وقت جرى هذا الامر وبعثة خبراء الامم المتحدة موجودة في البلاد».
واوضح «لا يمكنني ان افكر باي سبب يجعل طرفا ما - الحكومة او قوات المعارضة- ترفض فرصة البحث عن الحقيقة في هذه القضية».
واكد بان كي مون ان مشاركة الامم المتحدة في حل الازمة السورية باتت مسألة وقت.
بكين
من جهتها دعت وزارة الخارجية الصينية كل الاطراف الى عدم استباق الحكم في نتائج اي تحقيق يجريه خبراء الاسلحة الكيماوية التابعين للامم المتحدة.
وقالت الخارجية الصينية في بيان «فريق مفتشي الامم المتحدة توجه بالفعل الى سورية لبدء التحقيق وتأمل (الصين) وتؤمن ان بوسعه التشاور بشكل كامل مع الحكومة السورية لضمان ان يسير التحقيق بسلاسة».
وأضافت «نعتقد انه قبل ان يؤكد التحقيق ما حدث فعلا على كل الاطراف تفادي استباق الحكم على النتائج».
عينة كيماوية
إلى ذلك قال ناشطون سوريون انهم جهزوا عينات من أنسجة بشرية لضحايا الهجوم الكيماوي وانهم يحاولون ايصالها الى فريق مفتشين تابع للامم المتحدة ينزل في فندق قريب من موقع الهجوم.
وقال الناشط ابو نضال متحدثا من بلدة عربين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ان فريق الامم المتحدة تحدث مع المعارضة ومنذ ذلك الوقت جهزت عينات من الشعر والجلد والدم وهربت الى دمشق مع أشخاص موضع ثقة.
وقال عدد من الناشطين تحدثوا مع رويترز انهم بدورهم اعدوا عينات لتهريبها الى العاصمة السورية لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى فريق المراقبين داخل فندقهم.
مليون طفل لاجئ
على صعيد آخر ذكرت الأمم المتحدة أمس ان عدد الأطفال السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم بلغ حاليا مليون طفل في الوقت الذي دخل فيه الصراع عامه الثالث.
وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «يتعين علينا جميعا ان نتقاسم الخزي لانه بينما نعمل على تخفيف معاناة أولئك الذين تضرروا من هذه الأزمة، فان المجتمع العالمي أخفق في مسؤوليته تجاه هذا الطفل».
وحذرت اليونيسيف ووكالة الأمم المتحدة للاجئين من ان الصراع المستمر منذ 29 شهرا كبد الأطفال ثمنا باهظا.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس ان مكمن الخطر ليس شيئا سوى بقاء وسلامة جيل من الأبرياء.
وأضاف: «شباب سورية يفقدون منازلهم وأفراد أسرهم ومستقبلهم...فحتى بعد ان عبروا الحدود من أجل سلامتهم تعرضوا لصدمة واحباط ويحتاجون الى سبب للأمل».
ويمثل الأطفال نحو نصف جميع اللاجئين في النزاع السوري وأظهرت أحدث الاحصاءات ان نحو 740 ألف لاجئ سوري يقل عمرهم عن 11 عاما، بحسب الأمم المتحدة.
وذكرت المنظمة الدولية الشهر الماضي ان الحرب الأهلية السورية التي يحاول المتمردون فيها الاطاحة بالرئيس بشار الأسد تسببت في تشريد نحو 8ر6 ملايين شخص، بينهم 2ر4 مليون شخص خارج البلاد.
وأضافت ان أكثر من 100 ألف شخص قتلوا في تلك الحرب.